أتسلّل من مخدعي بسلاسة ونعومة
عند امتداد الخيوط الأولى من فجربداية خريف،
أغلق شبّاك الغرفة،
أسدّ المنفذ على الأنسام الباردة التي تُداعبُ أطرافكِ ،
أتسمّر في مكاني ،
أرصد تفاصيل جسدكِ وأنتِ في حالة ارتخاء تامّ .
خصلات شعركِ الأسود المبثوث على بياض المخدّة ،
يذكّرني بالنشأة الأولى لعشق التلفاز بالأبيض والأسود في حوش عمدة القرية ،
شَفَتُكِ العلْيا تُراود السفلى في لحظة فاصلة بين الزفير والشهيق لتغتصب منها بصْمة قبلة..
ذراعاك المطوقان لخصر الوسادة ِ الحاضنان للكوْن، كقوس قزح ،
مجذافان يعاندان هوج حلم العاصفة ..
عيناك المغمضتان تحْكي رموشهما قصّة حلم معتّق ذات تيه خيال في صحراء العشْق ..
صدْركِ ، محْراب تَعَبُّدٍ، مرتعٌ للتسكّع والتنسّكِ، صدْرٌ يسعُ قلْبا ينبض دفْقًا من الشهوة الصادقة ..
جيدكِ، مسافة بريق ترسم ريشتها قبلة في النقطة الفاصلة بين العنق والصدر،
يعانق حَبْلُ وريدها مُهْجة مجانين الرسم.
أخطو الى خزانة ملابسكِ التي تخبئ فتنة متورّمة ،
خزانتكِ التي ترتسم ملابسها بكلّ الألوان الناطقة بكلّ الألسنة،
العبقة بأجمل عطورات الكون..
خزانتكِ تشبه فضاء مقدّسا تُمَارسُ فيه أقمصتكِ وفساتينكِ طقوس الخُشوع للجسد ،
أجازف فأفتحها رغْم فتنتها ، أتأمّل ما بداخلها من فساتين …
أراها ترمقني بعيون الكبر والتحدّي تقْذفني ببريق ألوانها وتبث عطرها في وجهي من قبيل النكاية والشماتة والتحدّي ..
كَمْ أحبّ الفساتين التي لا تُصَادر حرية تعرّي كتفيكِ والساقين ، المتحرّرة من سواد الظلمة،
الناصعة البياض كالثلج ،
فساتين بلون الحُمْرة ، تقذفني بجمرات الاشتهاء،
وقُمْصان شفّافة، غيرُ محجّبة بثقلِ الحشْمة ..
الحوار الصامت بيني وبين فساتينكِ ممتع لتقاطع رغباتنا فيكِ.
فجّأة…ينقطع حبْل الصمت ، يهْرُب الحلم، تهْجرني المُفْردة ،
تفقد التحاور مع ذاتي ومع المُحيطِ بي من الأشياء، تُشَتِتُه تحيتكِ الصباحية المُخَضبة بأنوار بسْمتكِ المشرقة على كون الغرفة والحياة .